مع صبيحة كل يوم نسمع عن جرائم تقع في الشارع العربي تحت عناوين الشرف، فتارة شاب يقتل شقيقته، ومرة أخرى أب يقتل أبنته وزوج يقتل زوجته والجميع يمني نفسه بأنه ارتكب جريمته دفاعا عن شرفه الذي انتهك من قبل الغير وبرضا محارمهم.
تقول أم خليل التي قتلت أبنتها على يد شقيقها الوحيد، في برنامج “من زوايا المجتمع” الذي يبث على أثير إذاعة “الحقيقة الدولية”، بدأت معاناتي منذ عشرة سنوات لكنها لم تنتهي حتى اليوم.
وتروي أم خليل قصة أبنتها البالغة من العمر”27” والتي قتلت على يد شقيقها البالغ من العمر “18” عاما حيث سردت أم خليل القصة وكأنها نسيجا من الخيال لكنها في الواقع المرير هي حقيقة وليست من نسيج الخيال.
تقول “أنعم الله تعالى علي وعلى زوجي بتسعة بنات وبعد كثرة الدعاء والتوجه إلى الله تعالى وبعد صبر طويل ممزوج أملا بالله تعالى بان يفرحنا ويحقق أمالنا ويرزق بناتنا التسعة باخ يكون سند لهن يحميهن من عثرات المستقبل ومصائب الدنيا، أستجاب الله تعالى لي ولزوجي العجوز، ذاك الرجل الطاعن بالسن صاحب الشيبة البيضاء، ففرحنا فرحا لا يمكن أن يسع الدنيا ومن عليها بهذا المولود الذي أحببنا أن نسميه “خليل” لكي يكون خير خليل لي ولزوجي ولبناتي التسعة فبعد ان كانت الناس وعلى مدار سنوات طويلة ينادوني “بأم البنات” جاء الفرج وأصبحت أنادى بـ “أم خليل”، وليس “أم البنات”.
وتتابع ما أن بدأ خليل يدخل في سن الطفولة الصغيرة ويبدأ يكبر وأحلامنا تكبر معه فرحا به لأنه الولد الوحيد والأخ لتسعة فتيات حتى بدأت المصائب تطرق بيتنا من خلال ابنتي التي كانت طالبة في المدرسة بالمرحلة الثانوية حيث بدأ مشوار العناء من خلال تعرفها على سائق الباص الذي يقوم بتوصيلها كل يوم من البيت إلى المدرسة فذاك الرجل كان متزوج وناضج وهي فتاه صغيرة في سن المراهقة لكنني تفاجأت بأنه يرغب بالزواج منها، وعندها قلت لها بان زواجك من هذا الرجل هو خطأ فادح ربما تندمين عليه مدى الحياة وأقنعتها بان تعود عنه فما كانت الإجابة منها إلا القبول بنصيحتي لها.
وأضافت أم خليل “وفي يوم من الأيام قمت في منتصف الليل لأتفقد أبنائي كأي أم تسهر على أبنائها وهم في مناماتهم وتفاجأت بان ابنتي ليست في غرفتها وعندها خرجت اصرخ “ابنتي خطفت.. ابنتي خطفت”، ولكني بعد عدة ساعات شعرت بان ابنتي مع ذاك السائق القريب مسكنه من بيتنا وقمت على الفور وذهبت إلى منزل ذلك الرجل ووجدتها بالفعل معه في الباص وقمت بإعادتها إلى البيت وعاقبتها على فعلتها وتكرر ذلك الأمر حتى اضطررت لإخراجها من المدرسة حفاظا عليها”.
وتقول أم خليل وشفتاها تخرج من بينهما العبارات المحزنة ذات الطابع المؤلم والجرح يملأ عينيها “وبعد أن أخرجتها من المدرسة بدأت الحياة أصعب فأصعب، حيث تقدم لها شاب من عائلة محترمة للزواج منها وحصل النصيب إلا أنها وبعد مضي أربعة شهور على زواجها وفي شهر رمضان المبارك من عام 2004 خرجت ابنتي من بيت زوجها قبل أذان المغرب وغابت عنه لمده تجاوزت الأربعة شهور وتم إلقاء القبض عليها وتسليمها إلينا من قبل رجال الأمن وعلمنا بأنها كانت مع شخص لم نعرف من هو وعندها اعتذر زوجها عن إكمال مشوار حياته الزوجية معها بسبب تصرفها غير الأخلاقي، وعادت إلى بيتنا من جديد، وباتت تخرج من البيت بكثرة مع شبان نعرفهم ولا نعرفهم وكنت أنا ووالدها دائما نحاسبها على تصرفاتها، حتى تقدم لها شاب أعزب أفضل من الذي سبقه وتزوجت منه واخبرها بأنه لا يريد أن يفتح ملفات الماضي فهي من وجهة نظره لا تعنيه بشيء وإنما ما يعنيه هو الحاضر وليس الماضي، وما كان منه إلا أن قبلت الزواج وقبل أن يمضي ستة شهور على زواجها خرجت من بيت زوجها الثاني وتركته دون وجود أي نوع من الحياء أو الإحساس أو الشعور بالزوج أو الأم أو الأب أو الشقيقات والشقيق الوحيد الذي اضطر لترك المدرسة بسبب ما كان يواجهه من ألفاظ بذيئة وعبارات مجرحه من قبل زملائه في المدرسة وأصدقائه في الحي الذي نسكن فيه على الرغم من أن عمره لم يتجاوز حينها “12” عاما.
وبينت أنه وبعد مضي شهور علمت من احد الأشخاص أن ابنتي موجودة في منزل شاب واشترط علي أن لا اخبر عنه وإلا لن يقوم بتوصيلي بابنتي فقلت له لا بأس ابنتي خرجت من تلقاء نفسها وليس من قبل احد وكل هذا التنازل من اجل الوصول إليها وبالفعل قام بأخذي إلى منزل صديقه ووجدتها في ذلك المنزل وبعد أن عادت تبن لي بأنها حامل وقمت بالسر على إجهاض الجنين الذي جاء بطريقة غير شرعية، وبعد معاقبتها على ما فعلته على مدار سنوات سألتها لماذا تفعلين ذلك فقالت “حياتي تختلف عن حياتكم أن أحب الحرام ولا أحب الحلال” وبعد ذلك قام زوجها بتطليقها.
وتابعت أم خليل “بعد إجهاضها للجنين وتطليق زوجها لها عادت ابنتي واختفت لمدة عام وثلاثة شهور ولم نعلم عنها شيء إلا أنها في احد الأيام اتصلت معنا عبر الهاتف وطلب شقيقها منها أن تعود للبيت إلا أنها رفضت وعندما سألها عن سبب خروجها من البيت عادت وكررت العبارة التي أجابتني بها سابقا وقالت “أنا لا أحب الحلال وإنما أحب الحرام وحياتي تختلف عن حياتكم” وقامت بإغلاق الخط ولم يعد بيننا وبينها أي اتصال. وفي يوم من الأيام ابلغنا المركز الأمني بأنه تم القاء القبض عليها بعد قيامها ببعض الجرائم الأخلاقية وغيرها وتم الطلب من والدها العجوز أن يتكفلها وبالفعل ذهب للمركز الأمني وقام بكفالتها وأثناء عودتها مع أبيها إلى البيت وعند عتبات بيتنا البسيط ذلك البيت الذي أصبح عنوان للجراح العميقة التي لا يمكن أن تدفن إلى الأبد قام شقيقها الوحيد بطعنها أكثر من عشر طعنات لتفارق الحياة على الفور، ليتركها بدمائها التي ذهبت نتيجة عنادها وإصرارها على الخطأ.
وتؤكد أم خليل أنها “بقدر كبر المصيبة على أم تنوح وتبكي على ابنتها التي جنت على نفسها بسبب إصرارها على الوقوع بالخطأ لتكون نهايتها عصيبة وبكاء أيضا على ابني الوحيد الذي دمرت حياته وحياتنا معه بعد أن انتقل إلى خلف القضبان في السجن إلا أنني شعرت براحة وطمأنينتي بعد أن قام شقيقها بقتلها”.
وتبرر أم خليل هذا الشعور بالقول “لقد مضت سنوات طويلة ونحن في حالة من القلق والخوف فضلا عن سيرتنا التي أصبحت على لسان كل من يعرفنا، إلا أن موتها هو نهاية لعذاب طويل وقطع للسان كل من يقول بان ابني ليس برجل ولا يستطيع إيقاف شقيقته عند حدها”.
وعن ابنها خليل الذي حكم عليه بالإعدام وتم تخفيضه إلى عشرة سنوات في نهاية عام 2008م تتحدث “أم خليل وتقول“ بقدر ما أغلق ملف ابنتي من حياتي بقدر ما فتح لنا ملف جديد وهو ابني الوحيد الذي هو اليوم خلف القضبان وعمره لا يتجاوز اليوم 21 عاما”.
تفكك أسري
وتعليقا على ما يقع في عالما العربي من جرائم بدواعي الشرف أستضاف برنامج “من زوايا المجتمع” النائب والوزير السابق المحامي الدكتور عاطف البطوش، الذي أكد أنه ليس مع القتل بكل أنواعه وأشكاله وانه مع تشديد عقوبة القاتل وتنفيذ أقصى أنواع العقوبة بحقه، إلا انه يرى أن الأصل قبل تنفيذ العقوبة العودة إلى الدوافع التي دفعت خليل وأمثاله إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة لان الإنسان ربما يرتكب الجريمة في لحظة معينه وهو في ظرف يجعله خارج عن إرادته كما حصل مع خليل فالإنسان المسلم له عادات وتقاليد مختلفة عن المجتمعات الغربية ولا يمكن لنا أن نطلب من شخص يجد زوجته أو ابنته أو احد محارمه مع شخص أجنبي أن يأخذ الأمور بكل طبيعة دون أن يصدر منه ردت فعل غاضبة.
وأضاف الدكتور البطوش “اعتقد أن القضاء يجب أن ينظر لكل حاله حسب واقعها والظروف المحيطة بها فلا يعقل أن نحكم على شخص يقتل ابنه لأنه يدخن مثل الشخص الذي يقتل ابنته أو شقيقته لأنه وجدها ملقاة في حضن شخص أجنبي فلكل حاله ظروفها”.
وقالت الكاتبة الصحفية في جريدة “الجوردن تايمز” والناشطة في جرائم الشرف رنا الحسيني: “أن ما تقوم به الفتاه من سلوك غير أخلاقي يعود إلى سوء التربية البيتية وخلل في الأسرة ولا يمكن أن نحاسبها على خلل موجود في الأسرة فاعتقد أن الفتاه التي قتلت بجريمة دواعي الشرف لا تستحق الموت لأنه عندما أقدمت على جريمتها الأخلاقية كان بسبب ربما تفكك اسري أو ما شابها ذلك وإلا لما قامت بمثل ذلك”.
وأضافت الحسيني أنها دعت وما زالت تدعو إلى تشديد العقوبة على كل من يقتل شقيقته أو زوجته وما شابه بدواعي الشرف لان القتل هو جريمة بحد ذاته ورب العالمين وضع شروط معينة لتنفيذ حد الزنا فنحن لا يمكن أن يكون لدينا غيرة أكثر من رب العالمين ثم أن من ينفذ العقوبة ولي الأمر وينوب عنه القضاء وليس الأشخاص فلا يمكن أن نسمح للفرد أن يقيم العقوبات على الآخرين.
وتروي أم خليل قصة أبنتها البالغة من العمر”27” والتي قتلت على يد شقيقها البالغ من العمر “18” عاما حيث سردت أم خليل القصة وكأنها نسيجا من الخيال لكنها في الواقع المرير هي حقيقة وليست من نسيج الخيال.
تقول “أنعم الله تعالى علي وعلى زوجي بتسعة بنات وبعد كثرة الدعاء والتوجه إلى الله تعالى وبعد صبر طويل ممزوج أملا بالله تعالى بان يفرحنا ويحقق أمالنا ويرزق بناتنا التسعة باخ يكون سند لهن يحميهن من عثرات المستقبل ومصائب الدنيا، أستجاب الله تعالى لي ولزوجي العجوز، ذاك الرجل الطاعن بالسن صاحب الشيبة البيضاء، ففرحنا فرحا لا يمكن أن يسع الدنيا ومن عليها بهذا المولود الذي أحببنا أن نسميه “خليل” لكي يكون خير خليل لي ولزوجي ولبناتي التسعة فبعد ان كانت الناس وعلى مدار سنوات طويلة ينادوني “بأم البنات” جاء الفرج وأصبحت أنادى بـ “أم خليل”، وليس “أم البنات”.
وتتابع ما أن بدأ خليل يدخل في سن الطفولة الصغيرة ويبدأ يكبر وأحلامنا تكبر معه فرحا به لأنه الولد الوحيد والأخ لتسعة فتيات حتى بدأت المصائب تطرق بيتنا من خلال ابنتي التي كانت طالبة في المدرسة بالمرحلة الثانوية حيث بدأ مشوار العناء من خلال تعرفها على سائق الباص الذي يقوم بتوصيلها كل يوم من البيت إلى المدرسة فذاك الرجل كان متزوج وناضج وهي فتاه صغيرة في سن المراهقة لكنني تفاجأت بأنه يرغب بالزواج منها، وعندها قلت لها بان زواجك من هذا الرجل هو خطأ فادح ربما تندمين عليه مدى الحياة وأقنعتها بان تعود عنه فما كانت الإجابة منها إلا القبول بنصيحتي لها.
وأضافت أم خليل “وفي يوم من الأيام قمت في منتصف الليل لأتفقد أبنائي كأي أم تسهر على أبنائها وهم في مناماتهم وتفاجأت بان ابنتي ليست في غرفتها وعندها خرجت اصرخ “ابنتي خطفت.. ابنتي خطفت”، ولكني بعد عدة ساعات شعرت بان ابنتي مع ذاك السائق القريب مسكنه من بيتنا وقمت على الفور وذهبت إلى منزل ذلك الرجل ووجدتها بالفعل معه في الباص وقمت بإعادتها إلى البيت وعاقبتها على فعلتها وتكرر ذلك الأمر حتى اضطررت لإخراجها من المدرسة حفاظا عليها”.
وتقول أم خليل وشفتاها تخرج من بينهما العبارات المحزنة ذات الطابع المؤلم والجرح يملأ عينيها “وبعد أن أخرجتها من المدرسة بدأت الحياة أصعب فأصعب، حيث تقدم لها شاب من عائلة محترمة للزواج منها وحصل النصيب إلا أنها وبعد مضي أربعة شهور على زواجها وفي شهر رمضان المبارك من عام 2004 خرجت ابنتي من بيت زوجها قبل أذان المغرب وغابت عنه لمده تجاوزت الأربعة شهور وتم إلقاء القبض عليها وتسليمها إلينا من قبل رجال الأمن وعلمنا بأنها كانت مع شخص لم نعرف من هو وعندها اعتذر زوجها عن إكمال مشوار حياته الزوجية معها بسبب تصرفها غير الأخلاقي، وعادت إلى بيتنا من جديد، وباتت تخرج من البيت بكثرة مع شبان نعرفهم ولا نعرفهم وكنت أنا ووالدها دائما نحاسبها على تصرفاتها، حتى تقدم لها شاب أعزب أفضل من الذي سبقه وتزوجت منه واخبرها بأنه لا يريد أن يفتح ملفات الماضي فهي من وجهة نظره لا تعنيه بشيء وإنما ما يعنيه هو الحاضر وليس الماضي، وما كان منه إلا أن قبلت الزواج وقبل أن يمضي ستة شهور على زواجها خرجت من بيت زوجها الثاني وتركته دون وجود أي نوع من الحياء أو الإحساس أو الشعور بالزوج أو الأم أو الأب أو الشقيقات والشقيق الوحيد الذي اضطر لترك المدرسة بسبب ما كان يواجهه من ألفاظ بذيئة وعبارات مجرحه من قبل زملائه في المدرسة وأصدقائه في الحي الذي نسكن فيه على الرغم من أن عمره لم يتجاوز حينها “12” عاما.
وبينت أنه وبعد مضي شهور علمت من احد الأشخاص أن ابنتي موجودة في منزل شاب واشترط علي أن لا اخبر عنه وإلا لن يقوم بتوصيلي بابنتي فقلت له لا بأس ابنتي خرجت من تلقاء نفسها وليس من قبل احد وكل هذا التنازل من اجل الوصول إليها وبالفعل قام بأخذي إلى منزل صديقه ووجدتها في ذلك المنزل وبعد أن عادت تبن لي بأنها حامل وقمت بالسر على إجهاض الجنين الذي جاء بطريقة غير شرعية، وبعد معاقبتها على ما فعلته على مدار سنوات سألتها لماذا تفعلين ذلك فقالت “حياتي تختلف عن حياتكم أن أحب الحرام ولا أحب الحلال” وبعد ذلك قام زوجها بتطليقها.
وتابعت أم خليل “بعد إجهاضها للجنين وتطليق زوجها لها عادت ابنتي واختفت لمدة عام وثلاثة شهور ولم نعلم عنها شيء إلا أنها في احد الأيام اتصلت معنا عبر الهاتف وطلب شقيقها منها أن تعود للبيت إلا أنها رفضت وعندما سألها عن سبب خروجها من البيت عادت وكررت العبارة التي أجابتني بها سابقا وقالت “أنا لا أحب الحلال وإنما أحب الحرام وحياتي تختلف عن حياتكم” وقامت بإغلاق الخط ولم يعد بيننا وبينها أي اتصال. وفي يوم من الأيام ابلغنا المركز الأمني بأنه تم القاء القبض عليها بعد قيامها ببعض الجرائم الأخلاقية وغيرها وتم الطلب من والدها العجوز أن يتكفلها وبالفعل ذهب للمركز الأمني وقام بكفالتها وأثناء عودتها مع أبيها إلى البيت وعند عتبات بيتنا البسيط ذلك البيت الذي أصبح عنوان للجراح العميقة التي لا يمكن أن تدفن إلى الأبد قام شقيقها الوحيد بطعنها أكثر من عشر طعنات لتفارق الحياة على الفور، ليتركها بدمائها التي ذهبت نتيجة عنادها وإصرارها على الخطأ.
وتؤكد أم خليل أنها “بقدر كبر المصيبة على أم تنوح وتبكي على ابنتها التي جنت على نفسها بسبب إصرارها على الوقوع بالخطأ لتكون نهايتها عصيبة وبكاء أيضا على ابني الوحيد الذي دمرت حياته وحياتنا معه بعد أن انتقل إلى خلف القضبان في السجن إلا أنني شعرت براحة وطمأنينتي بعد أن قام شقيقها بقتلها”.
وتبرر أم خليل هذا الشعور بالقول “لقد مضت سنوات طويلة ونحن في حالة من القلق والخوف فضلا عن سيرتنا التي أصبحت على لسان كل من يعرفنا، إلا أن موتها هو نهاية لعذاب طويل وقطع للسان كل من يقول بان ابني ليس برجل ولا يستطيع إيقاف شقيقته عند حدها”.
وعن ابنها خليل الذي حكم عليه بالإعدام وتم تخفيضه إلى عشرة سنوات في نهاية عام 2008م تتحدث “أم خليل وتقول“ بقدر ما أغلق ملف ابنتي من حياتي بقدر ما فتح لنا ملف جديد وهو ابني الوحيد الذي هو اليوم خلف القضبان وعمره لا يتجاوز اليوم 21 عاما”.
تفكك أسري
وتعليقا على ما يقع في عالما العربي من جرائم بدواعي الشرف أستضاف برنامج “من زوايا المجتمع” النائب والوزير السابق المحامي الدكتور عاطف البطوش، الذي أكد أنه ليس مع القتل بكل أنواعه وأشكاله وانه مع تشديد عقوبة القاتل وتنفيذ أقصى أنواع العقوبة بحقه، إلا انه يرى أن الأصل قبل تنفيذ العقوبة العودة إلى الدوافع التي دفعت خليل وأمثاله إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة لان الإنسان ربما يرتكب الجريمة في لحظة معينه وهو في ظرف يجعله خارج عن إرادته كما حصل مع خليل فالإنسان المسلم له عادات وتقاليد مختلفة عن المجتمعات الغربية ولا يمكن لنا أن نطلب من شخص يجد زوجته أو ابنته أو احد محارمه مع شخص أجنبي أن يأخذ الأمور بكل طبيعة دون أن يصدر منه ردت فعل غاضبة.
وأضاف الدكتور البطوش “اعتقد أن القضاء يجب أن ينظر لكل حاله حسب واقعها والظروف المحيطة بها فلا يعقل أن نحكم على شخص يقتل ابنه لأنه يدخن مثل الشخص الذي يقتل ابنته أو شقيقته لأنه وجدها ملقاة في حضن شخص أجنبي فلكل حاله ظروفها”.
وقالت الكاتبة الصحفية في جريدة “الجوردن تايمز” والناشطة في جرائم الشرف رنا الحسيني: “أن ما تقوم به الفتاه من سلوك غير أخلاقي يعود إلى سوء التربية البيتية وخلل في الأسرة ولا يمكن أن نحاسبها على خلل موجود في الأسرة فاعتقد أن الفتاه التي قتلت بجريمة دواعي الشرف لا تستحق الموت لأنه عندما أقدمت على جريمتها الأخلاقية كان بسبب ربما تفكك اسري أو ما شابها ذلك وإلا لما قامت بمثل ذلك”.
وأضافت الحسيني أنها دعت وما زالت تدعو إلى تشديد العقوبة على كل من يقتل شقيقته أو زوجته وما شابه بدواعي الشرف لان القتل هو جريمة بحد ذاته ورب العالمين وضع شروط معينة لتنفيذ حد الزنا فنحن لا يمكن أن يكون لدينا غيرة أكثر من رب العالمين ثم أن من ينفذ العقوبة ولي الأمر وينوب عنه القضاء وليس الأشخاص فلا يمكن أن نسمح للفرد أن يقيم العقوبات على الآخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اختر مجهول واكتب اسمك في بداية نص التعليق