لا تحب صادقاً
نضال هايل البرماوي
ها أنا استيقظ مثلما استيقظ دائماً، ينتابني الحزن، أتطلع إلى غرفتي لا أرى سوى أمل مفقود رسم على كل زاوية من زواياها، كم أحس أن جدرانها ستنطبق علي، أرى من سقفها أحلامي مشنوقة، انظر إلى وجهي في المرآة أراهن بكل عمري إنني لا أرى صورتي، كم أحس أن روحي تأن تحت وطأة هذا الجسد، كم كنت أشعر بالهزيمة، وكم أنا مهزوم لا بل آلامي وآمالي، وكم هذه الحياة قاسية حتى أصبحت بلا طعم. فماذا أقول ؟.
هكذا هي الدنيا يأتي يوم وتذهب ايام، وتعرفنا على أصدقاء وتأخذ منا أصدقاء وما إذ تعرفهم حتى يرحلون ( ليتني لم اعرفهم ) وها هو الزمان كعادته يخدعنا بأمل ويتركنا في غياهب الظلمات حائرين. إلى متى ذلك الحزن ؟ الى عمر ينقضي بثواني الساعات، أم إلى عمر نتمنى ان يزول من واقع الحياة، أما هي ففي جمالها كجمال البحر ولكن يكمن في البحر المخاطرة حتى انه لا يعرف الجبابرة، فتتحول كل المناظر التي كانت تتسم باللطف والرقة والشاعرية إلى الطوفان الهائج الذي يقتل جميع الآمال المعلقة على الحياة السخيفة الغادرة. ستنساه لا أظنك ستقدر على نسيانه، تتناساه هذا هو ما ستفعله، ستتظاهر إنك لا تراه إذا مر أمامك مع انه يظهر لك بين حروف الكلام من العدم، يظهر لك جميلاً كأول مرة ، إنها جرعتك في صميم القلب .
فيا ليتني أقترب منك ألمس خصلات شعرك المتناثرة، أتأمل وجهك الطفولي الجميل، أحدق في عينيك لأستشرق المستقبل، وامسح بأناملي تلك الدمعات الحارقة، أهمس في أذنيك كلمة ( احبك ) ليته كان لي أن ألمس نعومة خديك وأطبع قلبه عليهما ، ليتني أقترب منك لأشعر بالحنان المخبوء في قلبك ، كذلك القلب النابض بالحب والحياة لكن هيهات لذلك الزمن .
ماذا أقول ؟ لا بد أن ندرك بأنك الشطر العقيم للأشياء برغم جمالك، وسوف تبحثي عن نفسك من جديد ، ما بين الوراق ، مابين الساعات ، ما بين الأيام المتلعثمة هنا وهناك ، وتعاهدي شيطانك بإلا تحبي صادقاً!!!.
ايميل: nburmawi@yahoo.com
* مقالات أخرى مرتبطة
1 التعليقات:
جميل
إرسال تعليق