
شجاعة كنترول باص أنقذ " 23 " راكبا
بروح شجاعة، وتحكم خلاق، أنقذ الشاب أشرف مثقال الخمايسة (24 عاما) أحد جامعي الأجور "كونترول" في حافلات النقل العام "كوستر" العاملة على خط عمان البقعة أمس، نحو 23 راكبا كانوا يستقلون حافلة فقد سائقها السيطرة عليها أثناء نزولها في "نفق الصحافة". وفي حادثة نادرة كادت أن تؤدي إلى وقوع حادث مروع، قفز السائق من الباص ليكون المصاب الوحيد في الحادثة، بينما تدارك الخمايسة الموقف وأنقذ الركاب بجرأته وسيطرته على الحافلة التي كانت تسير بسرعة فائقة بعدما تعطلت كوابحها. وبينما، ينتظر أن يكرم مدير الأمن العام اللواء مازن تركي القاضي اليوم "الكونترول" الشجاع، يمثل سائق الباص أمام الحاكم الإداري لينال جزاءه "بسبب تخليه عن مسؤولياته". وفي تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أشاد مدير الأمن العام اللواء مازن تركي القاضي بشجاعة الخمايسة، وسيقوم اليوم بتكريمه "لحسن تصرفه وبسالته، وإنقاذه أرواح ركاب الباص الذي يعمل عليه". ومنذ لحظة إلقاء سائق الباص نفسه هاربا من باصه، عند اكتشافه أثناء قيادته له، بأنه أصيب بعطل ميكانيكي في الفرامل، خلال قدومه من البقعة باتجاه منطقة العبدلي قريبا من نفق الصحافة، أقدم الخمايسة على إمساك مقود الباص والسيطرة عليه، بينما عاش الركاب لحظات هلع شديدة حينذاك. وقال القاضي: إن الخمايسة "يعد مثالا يعتز به في الشجاعة والإقدام والتحلي بحس المسؤولية العالي، ويعتبر من أهل الهمة والعزم في الأردن الذين يقدمون من أجل الآخرين". وأضاف "أن الشاب الأردني الأصيل يستحق التكريم والتقدير على موقفه البطولي والذي يعبر عن أعلى درجات الانتماء". وكان الناطق الإعلامي الرائد محمد الخطيب أوضح ملابسات الواقعة، قائلا: إنه "نتيجة عطل وقع في فرامل الباص، قام سائقه بإلقاء نفسه خارجه، هاربا من وقوع حادث فيه، تاركا جميع الركاب في الحافلة، ما دفع بالكونترول إلى الإمساك بمقود الحافلة وقيادتها بأمان من منطقة بالقرب من نفق الصحافة وحتى مجمع بنك الإسكان". وأشار إلى أن هذه الشجاعة التي تحلى بها الخمايسة، "حالت دون وقوع حادث جراء ترك السائق للحافلة وفراره منها". واستخدم الخمايسة بعد فرار السائق، كل ما يمكنه في تلك اللحظة، من ضبط سرعة الباص الخطرة حينها، وتهدئة اندفاعه، كما يقول. واستمر الخمايسة في محاولته التحكم بحركة الباص المسرعة، وضبطها "إلى أن تمكن عبر مسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات من إيقافه قرب مجمع بنك الإسكان، عند دوار الداخلية"، كما أشار الخطيب. وبعد حضور رجال الأمن والدفاع المدني إلى مكان توقف الباص، تبين أن جميع ركابه في حالة صحية جيدة، وأن لا إصابات بينهم. بيد أن حالة هلع كانت تسيطر عليهم، نتيجة ما عايشوه. وبين الخطيب أن "إجراءات إدارية وقانونية ستتخذ بحق السائق الفار، من أبرزها سحب رخصة القيادة منه، وذلك بعد خروجه من المستشفى التي أدخل اليها نتيحة إصابات تعرض لها جراء إلقاء نفسه من الباص". وقال السائق الفار: إن سبب قيامه بالقفز من الباص وتركه للركاب من دون أن يقدم على أي محاولة لحمايتهم، هو "الخوف" الذي كان مسيطرا عليه في تلك الاثناء. بيد أن مثل هذه الحالة من الخوف أو الارتباك، "لا تشفع لصاحبها الذي يترك أرواحا بشرية في عهدته، تتعرض للهلاك، من دون أن يحاول إنقاذهم إو إنقاذ بعضهم"، كما يقول أحد رجال الأمن الذي رفض الكشف عن اسمه. وتكبد حوادث السير التي تتعرض لها المملكة خزينة الدولة يوميا أكثر من 700 ألف دينار، بحيث تعادل سنويا ما نسبته 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب إحصائيات مديرية الأمن العام والمعهد المروري الأردني. وكانت المديرية أقرت بأن أسباب ازدياد الحوادث في المملكة تعود إلى الازدياد المطرد في أعداد المركبات، التي لم يواكبها توسع بالنسبة نفسها في شوارع وطرق المملكة، لتستوعب هذه الزيادة. وكان المركز الوطني للطب الشرعي، طالب بمعالجة المشاكل الناجمة عن الحوادث المرورية، لا سيما وأنها السبب الأول للوفاة لمن هم دون 25 عاما، والعمل على زيادة الوعي عند صغار السن، وخاصة الذكور، إضافة إلى إيجاد وسائل حماية لهم أكثر نجاعة. ويسقط في المملكة شخص جريح في حادث مروري كل 29 دقيقة، ويقتل ماش كل 52 ساعة في حادث مروري، في حين يقتل شخص في حادث مروري كل 9.44 ساعة، بناء على إحصائيات المديرية. ورصد مستشفى البشير العام الماضي زهاء 700 حالة وفاة بسبب حوادث المرور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق