بورصة الأسماء لمناصب عليا اشتعلت مجددا وعون الخصاونة على رأسها واحتمالات عودة الفايز والرفاعي

كشفت الصحافة المحلية الاردنية الاسبوع الماضي اسرار ومؤشرات الترابط الاجتماعي العضوي بين الاردنيين والفلسطينيين فيما حفل الخطاب الاخير للملك عبد الله الثاني بمساحة واسعة جدا من التغطية والاهتمام والمتابعة والتحليل خصوصا في ما يتعلق بالتحذيرات التي اطلقها لمروجي الشائعات واعداء الوحدة الوطنية والصالونات السياسية.



وتابعت الصحف عدة موضوعات فيما نشرت الصحف الالكترونية تقارير موسعة جدا عن احتمالات التغيير الوزاري بعدما دخلت البلاد في مزاج التغيير اثر حديث الملك عن مراجعة شاملة تطال الادوات وليس الرؤيا او الثوابت.



وساند القرار المفاجىء للقصر الملكي بانهاء اعمال الدورة الحالية لمجلس النواب قبل انجاز القوانين المهمة التي تناقشها التكهنات التي تتحدث عن تغييرات هائلة، فيما تنشطت مجددا التسريبات والتوقعات النخبوية تحت عنوان تغيير شامل في الوجوه قريبا دون تأكيد اي روايات رسمية بالخصوص.



وعلى نحو مفاجىء ظهر اسم المستشار والقاضي الدولي الدكتور عون الخصاونة كمرشح قوي بالنسبة لصحافة الشبكة لخلافة الرئيس نادر الذهبي، فيما توقعت بعض التقارير اعادة تكليف الذهبي نفسه وعودة الخصاونة مجددا لموقع مهم في مرجعيات القرار والدولة.



واشتعلت في السياق بورصة الاسماء مجددا فتداول الصحافيون اسماء مرشحة لتولي مهام في اطار المراجعة برز من بينها وزير البلاط الاسبق سمير الرفاعي وعودة الرئيس فيصل الفايز لموقع مهم في الديوان الملكي مع تغييرات هيكلية تسمح بوجود رأسين في مؤسسة الديوان، احدهما يتولى المهام الداخلية والاخر يتولى الملف الدولي في سياق الاستعداد لاستئناف عملية السلام والحفاظ على المصالح العليا للدولة الاردنية.



ولفت الكاتب الصحافي في 'الدستور' ماهر ابو طير الانظار عندما كشف النقاب عن سر قال ان وزيرا سابقا للداخلية وضعه بين يديه حول عدد الزيجات بين الاردنيين، من شتى المنابت والاصول وتحديدا بين ابناء الضفتين الشرقية والغربية، في الاردن، حيث تصل الى خمسمائة وخمسين الف حالة زواج.



ووفقا لابو طير، يقول وزير الداخلية السابق كلامه هذا في معرض رده على من يقول ان الاردن مهدد بحرب اهلية، او ان السلم الاهلي مهدد، على خلفية قضايا الوطن البديل وملف الجنسية والحل النهائي وحق العودة، والرقم الذي اطلع عليه الوزير، قبل سنوات، بفعل وظيفته الرسمية، يعني ببساطة ان كل حالة زواج، اذا اسفرت عن اربعة ابناء في المتوسط، فإن نصف البلد، اختلطت دماء من فيها ببعضهم البعض، واصبحوا دما واحدا وانسباء، دون ان ينسى الوزير ان يذكر ان هذا الرقم، قديم وقبل سنوات، وان الرقم اليوم، اعلى من ذلك بكثير.



واضاف الكاتب نفسه: وزير الداخلية الحالي - نايف القاضي ـ قال لي قبل اسبوع، في مكتبه ان الحديث عن ايلول جديد، هو مبالغة توظيفية، من جانب جهات محددة، تتبنى اجندة اسرائيلية، لنقل الجمر الى الاردن، ويقول الوزير انه حتى في عز الخلافات بين الدولة والمنظمات، خلال عام 1970، فان الناس لم يختلفوا مع بعضهم البعض، وبقيت علاقاتهم وطيدة وقوية، فما بالنا اليوم؟



وكان الكاتب في صحيفة 'الغد' جميل النمري وقبل الخطاب الملكي قد رد على تكهنات اطلقتها الصحافية رنا الصباغ بمقال خاص نقلت فيه عن مسؤولين في دوائر عليا القول بأن كل ما اشيع عن دخول الاردن في تفاهمات حول موضوع اللاجئين وما اشيع عن تغييرات لتهيئة الساحة الداخلية لاستيعابها هو محض خيال و'زوبعة في فنجان' وان كل اللقاءات الاردنية، وعلى رأسها لقاء جلالة الملك مع اوباما لم تدخل ابدا في هكذا تفاصيل، فكل الجهود منصبّة ـ ومن المنطقي ان تنصبّ اولا على كيفية اطلاق مفاوضات سلام حقيقية وذات مصداقية.



وحسب النمري نفسه فان اجتماع المسؤولين الذي قيل انه بحث موضوع التفاهمات على قضية اللاجئين لم يكن اكثر من اجتماع بسيط وطارئ لبحث الضجّة الاعلامية المثارة حول'سحب الجنسية'.



وانتقدت حكومة الرئيس نادر الذهبي بشدة بسبب قمع قوات الدرك لاحتجاج عمالي الاسبوع الماضي وقال الكاتب محمد ابو رمان انه كان المطلوب القيام فورا بحماية العمال الضعفاء وزيارتهم وفتح تحقيق رسمي فيمن تسبب بالاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة، وفي الاصابات التي وقعت.

وتابعت الصحافة الاردنية ايضا مؤتمر حركة فتح وقال الكاتب في صحيفة 'الرأي' طارق المصاروة ان فتح بعد احتلال الضفة وغزة، وهزيمة الجميع وجدت انها الشرعية الحقيقية.. فصادرت منظمة التحرير وجعلت من شرعية المقاومة كيانيتها السياسية. لكنها لم تمنع الاحزاب السياسية العربية (كيف تمنعها؟) من خلق منظمات مقاومة دخلت الساحة باسماء وشعارات ليست بعيدة عن احزابها، لكنها تجلببت بجلباب فلسطين. فقد حجزت كل دولة وكل حزب مقعدا لها في منظمة التحرير.. الى جانب فتح.



وقال الكاتب: اقامت فتح كيانها الوطني على ارض فلسطين بدءا من اوسلو ثم تساءل: هل تنجح قيادة فتح في لملمة اوضاع مؤسسة هرمة، واعادتها الى الشارع الفلسطيني بوجه آخر اكثر فتوة وشبابا؟ هل فتح امام دولة فلسطين باقتدار طالما ان الطرف الآخر (حماس) يشكك في دولة تقوم بموافقة اسرائيلية؟



وهل اعتدال قيادة فتح هو استجابة لفكر سياسي ام لانها لا تملك غيره في الوضع الحالي؟.



من المؤكد ان شعار الكفاح المسلح صار وراء فتح عمليا وواقعيا.. ومن المؤكد ان الرهان على العملية السياسية هو الخيار الوحيد. وبانتظار بياناتها وقياداتها المنتخبة، بعد عشرين عاما، فلا احد يتوقع لغة متشنجة وصوتا مرتفعا!



وانتقد حلمي الاسمر الاوصاف التي اطلقها الرئيس محمود عباس على حركة حماس وقال: والرئيس عباس رئيس لكل الفلسطينيين، او هكذا يفترض، وليس من حقه ان ينحو هذا المنحى، لان هذا التصنيف يُقبل من عنصر او حتى قيادي فصائلي، ولا يقبل من رئيس عموم فلسطين، المفارقة هنا، ان الرئيس هاجم اسرائيل ايضا، لكن ليس بالحدة ذاتها، وتلك قصة اخرى.



واضاف: كنا ولم نزل نتمنى ان يتحلى اهل البلاد المقدسة بالحد الادنى من التقوى كي يتجنبوا ما هم فيه من شحناء وبغضاء، انعكست على بقية افراد الشعب العاديين، فشقت فيهم شرخا عظيما، غير مسبوق، ولا صلاح ولا فلاح لهؤلاء واولئك الا بردم هذا الشق، ارضاء لله ولرسوله وللمؤمنين، لا طلبا لمنصب، او سعيا وراء رضى عدو لن يرضى عنهم حتى يتبعوا ملته، بقي ان نسأل ما سأله احد الاخوة القراء: توقيت عقد المؤتمر ومكان عقده يدللان على وجود خطب كبير خلال الفترة القادمة، فالمؤتمر الخامس لفتح في 1989 تلاه مؤتمر مدريد ومن ثم اوسلو والسادس ماذا سينتج عنه؟